Sunday, October 11, 2009

ليست أزمة نظام


الكارثة الحقيقية في مصر ان الأزمة لم تعد ازمة نظام ولكنها اصبحت ازمة مجتمع وصل الي حالة من الرخاوة والتفسخ والتشوه غير مسبوقة بحيث اصبحت هناك شكوكا قوية في امكانية النهوض الوطني حتي مع تغيير النظام -بفرض إمكانية ذلك-، وما نقصده ان مساحات الخلل والتخلف والسوء والتدني قد تجاوزت كثيرا النخبة الحاكمة بحزبها ورجال اعمالها وغلمان لجنة سياساتها وادوات البطش والتزييف التي تعمل في خدمتها وتدور في فلكها والمؤلفة قلوبهم من اشباه المعارضين واشباه الوطنيين واشباه المفكرين والاعلاميين، وامتدت هذه المساحات لتغطي الارض بمساحة الوطن.
الازمة الحقيقية ان اي تغيير للامام يجب ان يستند الي قيم ومثل عليا يجب ان ينشدها ويؤمن بها ويجسدها الساعون الي التغيير والناشطون من اجله والمؤيدون له، بينما مجتمعنا اصبح لا يقل سوءا عن النخبة الحاكمة فإذا كانت تلك النخبة مستبدة ولا تؤمن او تمارس الديمقراطية فشعبنا لم تشغله في يوم من الايام الديمقراطية او الحريات العامة وهو صاحب الشعار الخالد «بالروح بالدم هنكمل المشوار»، وشعبنا لم يكن يوما مستعدا ليدفع ثمن الحرية او ثمن العدالة الاجتماعية او المساواة أو ايًا من القيم الكبري في حياة الشعوب والأمم.ان مجموعة القيم والمرجعيات والمعايير التي يتفق عليها وحولها الناس قد تغيرت في مصر فلم تعد قيم الشرف والنزاهة ونظافة اليد والوطنية قيما متفق عليها من غالبية المصريين، وإنما العكس صحيح اصبح هناك اتفاق ضمني غير مكتوب بين الجميع علي «حلْب» مصر حتي آخر قطرة واستنزافها حتي آخر نفس.علينا ان نعترف بالحقيقية لقد فقد مجتمعنا حتي الإيمان بالقيم البسيطة مثل النظافة والنظام والانضباط بحيث لم يعد هناك شارع واحد أو مؤسسة واحدة في مصر نظيفة ومنظمة ومنضبطة واصبحنا جميعا نعيش في فسيفساء من القذارة والفوضي وغياب القانون !!فهل الحل في تغيير النظام ؟؟اشك.. فقد تجاوزنا هذه المرحلة كثيرًا

Saturday, October 10, 2009

جوهر القضية

اضغط على الصورة للتكبير